هذه مسائل في فقه الصلاة على الكرسي ، أسأل الله تعالى أن ينفع بها، فإن الناس تساهلوا في هذه المسألة في أمرين:
الأول: استعمالها مع القدرة على القيام ولو بمشقة.
الثاني: أن يقصر في معرفة فقه الصلاة عليها.
١- المشقة التي تبيح الجلوس أثناء الفريضة ثلاث:
المشقة التي تزيد المرض
أو المشقة التي تؤخر البرء
أو المشقة التي تذهب الخشوع
وما سوى هذه الثلاث لا يجوز أن يُترخص لأجلها.
٢- فإن المشقة نوعان:
- مشقة مقدور عليها فيجب معها القيام والركوع والسجود على الأصل.
- ومشقة غير مقدور عليها تتعلق بها الرخصة، وضابط هذه المشقة ما تقدم.
٣- فإن القيام ركن في صلاة الفريضة لا تصح إلا به بدليل الكتاب في قوله سبحانه:(وقوموا لله) ، وقوله:(يا أيها الذين آمنوا إذا قمتم إلى الصلاة)، ومن السنة قوله ﷺ :(صَلِّ قائما) والإجماع، فمن تركه مع القدرة فصلاته باطلة.
٤- والأصل في إباحة الصلاة على الكرسي :
أ-قوله تعالى:(فاتقوا الله ما استطعتم).
ب-وقوله سبحانه:(لا يكلف الله نفسا إلا وسعها).
ج-وقوله ﷺ:(إذاأمرتكم بأمر فأتوا منه ما استطعتم).
د- وعن عمران بن حصين رضي الله عنه قال: كانت بِي بواسير ، فسألت النبي ﷺ عن الصلاة فقال: “صَل قائما ، فإن لم تستطع فقاعدا، فإن لم تستطع فعلى جنب”.
٥-
والناس في عجزهم في الصلاة على أربعة أنواع:
الأول: العاجز كليا عن القيام والركوع والسجود،فهذا يصلي جالسا على الأرض أو على كرسي على أيهما شاء، ويومئ فقط بالركوع والسجود، فإن لم يستطع صلى على جنب يؤمي برأسه أو يصلي بقلبه يكبر ثم يقرأ ثم يكبر وينوي الركوع وهكذا ..
الثاني: العاجز عن الركوع والسجود فقط .. فهذا يصلي قائما ثم يؤمئ بالركوع ثم يجلس ويؤمي بالسجود وهكذا.
الثالث: يعجز عن السجود فقط .. فهذا يصلي قائما ويركع من قيام ثم يجلس ويؤمي بالسجود فقط، والقاعدة تقول:
”الميسور لا يسقط بالمعسور”.
الرابع: عاجز عن القيام لكن يستطيع الركوع والسجود.. وهو حال الكثير، فهذا يصلي جالسا، لكن ينبه على بعض الأحكام والأخطاء:
منها: أنه إن استطاع استفتاح الصلاة قائما فعل، ثم يجلس ولا يعود للقيام بعد ذلك، وإذا لم يستطع فإنه يصلي كل الصلاة جالسا ويؤمي بالركوع والسجود.
ومنها: أنه عند الركوع لا يقوم ليركع فإنه إذا فعل ذلك زاد حركة في الصلاة خاصة إذا استفتح قائما ثم جلس ثم قام ليركع فإن الزيادة في الصلاة كالنقص منها.
ومنها: أن الصلاة في الصف على الأرض مع القدرة أولى من اتخاذالكرسي حتى لا يشوش على استقامة الصف، ويحاذي الصف بجذعه سواءجلس جلسة التشهد أو جلس متربعا.
ومنها: أنه إذاجلس على الكرسي فإنه يجعل رجلي الكرسي الخلفيتين بمحاذاة الصف حتى لا يؤذي من خلفه ويبقى جالسا ولا يقوم شاذا عن الصف، بل يؤمي بالركوع والسجود.
ومن الخطأ : جعل الكراسي في آخر المسجد ، فيحرم أهلها من الصف الأول، وأيضا لا يلزم أن تكون في طرف الصف فإن المصلي على الكرسي لا يقطع الصف.
ومنها: ليس لمن صلى على الكرسي أن يرفع مخدة ليسجد عليها بل ورد النهي عن ذلك.
ومنها: المصلي على الكرسي في حال القيام يضع يديه على صدره، وفي الركوع والسجود يضعهما على ركبتيه ولا يحلق بهما في الهواء كهيئة الساجد.
والله تعالى أعلم.