دعاء ختم القرآن في الصلاة أقرب إلى البدعة

عدد الزوار: 213

1- لأن النبي صلى الله عليه وسلم لم يفعله ولم يرو عنه في حديث صحيح ولا حسن ولا ضعيف.

2- ولأن النبي صلى الله عليه وسلم كان يختم القرآن كثيرا، وقد دارسه جبريل القرآن في كل رمضان ولم يُذكر مع هذه المدارسة دعاء عند الختم.

3- ولأن الخلفاء الراشدين وجميع الصحابة رضي الله عنهم لم يفعلوه.

4- ولأنهم أجمعوا على أن العبادات مبناها على التوقيف.

5- ولأن النبي صلى الله عليه وسلم قال:” من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد”، وهو أولى بالإتباع من غيره كائنا من كان.

6- ولأن طائفة من الأئمة أنكروه كمالك وأبي بكر الطرطوشي في البدع والحوادث، وأبي شامة في الباعث في إنكار البدع والحوادث وغيرهم، ومن المعاصرين أنكره الشيخ بكر أبو زيد وابن عثيمين ، وحسبك بقول الإمام مالك رحمه الله : (( ما سمعتُ أنه يدعو عند ختم القرآن وما هو من عمل الناس )) المعيار المعرب [ 11 / 114 ]

7- ولأن ما روي عن أنس كان خارج الصلاة، ولا يصح قياس أحدهما على الآخر، فالصلاة عبادة توقيفية أمرنا فيها صلى الله عليه وسلم بقوله: “صلوا كما رأيتموني أصلي”، وهو لم يفعل هذا في صلاته وقد قال ربنا:(لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة).

8- ولأن سبب هذا الفعل ومقتضاه وعدم المانع منه كانت قائمة في عهد الرسول صلى الله عليه وسلم وأصحابه ومع ذلك لم يفعلوه.

9- ولأن غاية ما استند إليه مجيزوه هو فعل بعض السلف كسفيان بن عيينة وعليه استند الإمام أحمد ولو علم له أصلا غير ذلك لذكره، وفعل سفيان وحده يفتقر إلى دليل، ثم إن ما رخصوا فيه شيء وما آل له الأمر اليوم شيء آخر، لا يظن بهم أنهم يرضونه.

10- ولأنه ذكر مخصوص في موضع مخصوص وهو الصلاة لسبب مخصوص وهو ختم القرآن وهذا التخصيص بدعة لعدم وروده في السنة.

11- ولأنه لا عبرة بسكوت وإقرار بعض العلماء بل العبرة بالسنة وبمن اتبعها لا بمن خالفها كائناً من كان.

12- ولأن من احتج بفعل بعض السلف كسفيان وأحمد احتججنا عليه بإنكار بعضهم كمالك وغيره بل احتججنا عليه بهدي النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه.

13- ولو كان مجرد الرواية عن بعض السلف دليلا على مشروعية الفعل لجوزنا صلاة الرغائب والتسابيح وليلة النصف من شعبان والقنوت في صلاة الفجر وغير ذلك مما روي عن بعض العلماء الترخيص فيه بلا دليل.

14- ولأن الإمام أحمد نفسه هو الذي قال: (( عجبت لمن عرف الإسناد وصحته يذهبون إلى قول سفيان ، والله تعالى يقول (( فليحذر الذين يخالفون عن أمره أن تصيبهم فتنة أو يصيبهم عذاب أليم )).

15- ولأنه قد احتف بهذه الختمة بدعا إضافية : كاعتقاد السنية والصراخ في الدعاء وتحوله من دعاء إلى دعوة وتوجيه وإظهار ولاءات سياسية وحزبية وترجيعات وتطريب يقطع سامعها أنها ليست من السنة.

16- ولأن الدعاء ليس من الشعائر الظاهرة، بل الأصل فيه الإنفراد والتضرع والخفية كما قال تعالى: :﴿ادعوا ربكم تضرعا وخفية إنه لا يحب المعتدين﴾، فاجتماع الناس له على هذه الهيئة لم يعهد من النبي صلى الله عليه وسلم، بل لم يحفظ عنه الدعاء في جمع إلا في مثل الاستسقاء، أو دعاء يسير في قنوت النازلة.

17- وللعلامة بكر أبو زيد: (( مرويات دعاء ختم القرآن ))، قال في مقدمته: (( وقد عُهد من مدارك الشرع أن أمور العباد التعبدية توقيفية لا تشرع إلا بنص نصبه الله على حكمه مسلَّم الثبوت والدلالة لضمان الاتباع عن الابتداع ودرء الغلط والحدث )) .

18- ونقد رحمه الله-أعني الشيخ بكر- مرويات هذا الدعاء وخلص إلى أنها ضعيفة كلها غير ما روي عن أنس رضي الله عنه، ولا يمكن الاحتجاج بفعل أنس رضي الله عنه لأنه كان خارج الصلاة كما هو ظاهر .

19- وقال: وأن الفعل غير المشروع يُنَبَّهُ عليه وإن كثر فاعلوه, كما حرره العلماء, ومنهم العلاّمة ابن مفلح الحنبلي.

20- وقال الألباني: “دعاء ختم القرآن ” والذي ينسب لشيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى ؛ فهو مما لا نعلم له أصلاً عن ابن تيمية أو غيره من علماء الإسلام ،وما كنت أحب أن يلحق بآخر المصحف.

21- وقال ابن عثيمين: لا أعلم لدعاء ختم القرآن في الصلاة أصلاً صحيحاً يعتمد عليه من سنة الرسول صلى الله عليه وسلّم، ولا من عمل الصحابة رضي الله عنه.

22- ويمكن الخروج من الخلاف بجعل الختمة في الوتر والدعاء بدعاء يسير بإخبات وتضرع يناسب الحال دون تطويل وتعد وخروج بالدعاء عن سنته، والله من وراء القصد.

اللهم بلغت.

  • 0
  • 7
  • 74٬362

قناة الشيخ باليوتيوب

تابع قناة الشيخ على اليوتيوب