– لأن الله تعالى يقول:” هو الذي جعل لكم الأرض ذلولا فامشوا في مناكبها وكلوا من رزقه” ولا يلعن الله رزقه لعباده.
– ولأن الله مدح عباده القائلين :”ربنا آتنا في الدنيا حسنة”، والحسنة تشمل أمور الدين والدنيا فيما يسعد القلب والجسد.
– ولأنه تعالى قال: “وأحل الله البيع”.
– ولأنه سبحانه قال: ” قُلْ مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ اللَّهِ الَّتِيَ أَخْرَجَ لِعِبَادِهِ وَالْطَّيِّبَاتِ مِنَ الرِّزْقِ قُلْ هِي لِلَّذِينَ آمَنُواْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا خَالِصَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ”.
– ولأنه تعالى قال: “المال وَالْبَنُونَ زِينَةُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَالْبَاقِيَاتُ الصَّالِحَاتُ خَيْرٌ عِندَ رَبِّكَ” وإذا كانت الباقيات خير فإن في الدنيا خير.
– ولأنه سبحانه قال: “وَابْتَغِ فِيمَا آتَاكَ اللَّهُ الدَّارَ الآخِرَةَ وَلا تَنسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيَا”.
– ولأن الله تعالى يقول:” وآتوهم من مال الله الذي آتاكم” ولا يأمرك أن تؤتي من ملعون.
– ولأنه سبحانه قال: “يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُلُواْ مِن طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ”، فوصفها بالطيبات.
– ولأنها لو كانت ملعونة لما نهى عن تحريمها حيث قال : “يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تُحَرِّمُواْ طَيِّبَاتِ مَا أَحَلَّ اللَّهُ لَكُمْ” فوصفها بالطيبات.
– ولأن الله تعالى أباح الغنائم.
– ولأنه e قال: ” من قتل قتيلا فله سلبه” هذا وهو قاصد للجهاد.
– ولأنه e قال:” حبب إلي من الدنيا النساء والطيب وجعلت قرة عيني في الصلاة “.
– ولأنه e قال:”نعم المال الصالح للعبد الصالح”.
– ولأنه e قال: “إن الدنيا حلوة خضرة وإن الله مستخلفكم فيها فينظر كيف تعملون، فاتقوا الدنيا واتقوا النساء” ، فأباحها وجعل المرد إلى كيفية العمل فيها.
– ولأنه e قال : “إن المكثرين هم المقلون يوم القيامة إلا من أعطاه الله خيرا فنفخ فيه يمينه وشماله وبين يديه ووراءه وعمل فيه خيرا” .
– ولأنه e قال: ” إنك إن تذر ورثتك أغنياء خير من أن تذرهم يتكففون الناس”.
– ولأنه e نهى أن تصحبهم ناقة ملعونة فكيف يرضى لنا دنيا كاملة ملعونة.
– ولأن النبي e لم يكن لعانا.
– ولأن اثنين من أركان الإسلام لن يكونا إلا بتحصيل الدنيا وهما الحج والزكاة.
– ولأن ذروة سنام الإسلام يكون بالمال.
– ولأن عثمان t بدنياه قيل فيه: ما ضر عثمان ما فعل بعد اليوم.
– ولأن تركة الزبير بن العوام t كانت أكثر من خمسين ألف ألف (خمسين مليون) كما في البخاري ولم تحل بينه وبين أن يكون من العشرة المبشرين بالجنة ، وذكر ابن حجر عن غيره أنه كان له ألف مملوك يؤدون له الخراج ، وفي ذات الحديث ذكر أن له أرضين منها الغابة ، وأحد عشر دار بالمدينة ، ودارين بالبصرة ، ودارا بالكوفة ، ودارا بمصر.
# وأخيرا وقبل أن توقفني على حديث :” الدنيا ملعونة ملعون ما فيها إلا ذكر الله أو ما والاه أو عالما أو متعلما” أقول :
الحديث : رواه الترمذي وغيره ولم يثبت ؛ ضعفه جمع من المحققين.
ولو ثبت ففيه استثناء يقطع إطلاق كثير ممن يستدل به منقوصا والمستثنى منه (إلا ذكر الله وما والاه) وعمارة الدنيا ضرورة لتحقيق عبادة الله وذكره.
وينبغي أن يحمل على من باع آخرته بدنياه.
# وعليه فالسعي للدنيا بحد ذاتها ليس معيبا بأربعة شروط:
أن تؤخذ من حلال
أن تنفق في حلال
ألا تؤخرك عن واجب
ألا تفرق بينك وبين إخوانك
وعلى ذلك يحمل :”زين للذين كفروا الحياة الدنيا” وذلك باكتفائهم بها وزهدهم في الآخرة ولذا قال بعدها:” ويسخرون من الذين آمنوا”.
والله تعالى أعلم.